خلال التقارير التي أصدرناها على مدار يوم أمس كنا نتوقع عدم قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بتغيير أسعار الفوائد بالإضافة إلى أنه من المتوقع عودة الدولار الأمريكي للوراء قليلا مقابل العملات الأخرى وبالفعل كان ذلك هو الأداء المسيطر على تعاملات يوم أمس.

ولكن لم يكن الباوند على هذا القدر من الإيجابية مقابل الدولار الأمريكي مثل باقي العملات ولعل السبب الرئيسي في ذلك الأمر هو انتظار المتعاملين لتقارير التضخم الشهرية المنتظر صدورها اليوم من البنك المركزي البريطاني.

ولكن قبل الخوض في التقارير المنتظر صدورها اليوم للنظر قليلا إلى ما حدث خلال يوم أمس بصورة عامة في السوق.

كما هو معروف فقد كان من المنتظر يوم أمس قيام البنك الفيدرالي الأمريكي بإصدار قراره بشأن أسعار الفوائد والتي كان من المتوقع بصورة كبيرة أن يقوم بتثبيتها عند نفس المستويات الحالية. ومن ثم جاءت التصريحات المتوالية من البنك خلال المؤتمر الذي انعقد بعد صدور القرار وأشار فيه إلى أنه من المتوقع أن يستمر البنك الفيدرالي بتثبيت أسعار الفوائد عند أدنى مستوياتها خلال العامين القادمين على الأقل وذلك لدعم الوضع الاقتصادي.

وبشكل عام فإن ذلك الأمر يبدو طبيعيا في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية الحالية وارتفاع معدلات البطالة الفترة الماضية مع أزمة الديون المعروفة. وبسبب هذا الحديث فقد سجلت أسواق المال المختلفة مثل سوق المال الأمريكي والأوروبي بل والآسيوي أيضا ارتفاعا خلال تعاملات يوم أمس وتعاملات اليوم الصباحية.

ولكن يجب علينا التفكير في العديد من العوامل الأخرى التي لا يجب علينا نسيانها أبدا. وهي أن تثبيت أسعار الفوائد لمدة عامين ليس بالضرورة أن يكون حلا للمشاكل الاقتصادية الحالية ولو حتى كان لها تأثير بالنسبة للاقتصاد الأمريكي. فعلى الأقل ليس لها تأثير مباشر على الأزمة المالية الأوروبية والتي كانت من أهم الأسباب التي أدت إلى ارتفاع المخاطر الفترة الماضية وكان لها تأثير واضح على حركة أسواق المال المختلفة.

لذلك فإنه يجب علينا دائما متابعة المفكرة الاقتصادية والبيانات المنتظر صدورها في المستقبل وذلك من أجل الوصول إلى اتجاه عام للعملات في المستقبل.

هذا بالإضافة إلى أن حركة السندات لا توحي بعد بأن المستثمرين قد حصلوا على الثقة الكافية التي تدعهم يقومون بالشراء والدخول في الأسواق المالية عالية المخاطر مثل الأسهم أو شراء العملات ذات المخاطر المرتفعة مثل اليورو والباوند. لذلك فإن الرؤية طويلة الأجل لم تتغير بعد ولا تزال في صالح الدولار الأمريكي مقارنة بالعملات الأخرى.

أما عن تعاملات اليوم فمن المتوقع صدور العديد من البيانات الهامة والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير على حركة السوق اليوم.

حيث من المنتظر من بريطانيا وفي تمام الساعة 9:30 بتوقيت جرينتش صدور بيانات حول تقرير البنك المركزي البريطاني حول معدلات التضخم والتوقعات الخاصة بها. وهذا سوف يكون لنا معه وقفة قبل صدوره إن شاء لله للحديث عنه بصورة أكثر تفصيلا.

أما من الولايات المتحدة الأمريكية فمن المنتظر اليوم صدور بيانات حول مخزونات الولايات المتحدة من النفط الخام وذلك في تمام الساعة 2:30 بتوقيت جرينتش.

بصورة عامة فإنه لنكون صادقين معكم، فإنه من الصعب نوعا ما توقع مسار لحركة السوق اليوم. فبعد أن توقعنا يوم أمس انخفاض الدولار الأمريكي وبالفعل حدث فكان ذلك بسبب الأخبار المتوقعة والنتائج المتوقعة لها خلال تعاملات يوم أمس والحمد لله صدقت تلك التوقعات.

لكن نظرا لعدم وجود الكثير من الأحداث الأمريكية اليوم فإنه من الصعب نوعا ما من الناحية الاقتصادية توقع مسار السوق اليوم، لذلك يرجى توخي الحذر قبل الخوض في فتح أي صفقة والتأكد من الاتجاه العام للعملات بصورة كبيرة.