من المنتظر اليوم وفي تمام الساعة 9:30 بتوقيت جرينتش صدور التقرير الربع سنوي الصادر عن البنك المركزي البريطاني عن معدلات التضخم. وبصورة عامة فإن ذلك التقرير يكون عبارة عن توقعات ورؤية البنك المركزي البريطاني عن معدلات التضخم خلال الفترة المقبلة.

وتكمن أهمية ذلك التقرير في أنه من الممكن استخدامه كوسيلة لمعرفة الاتجاهات التي يريد البنك المركزي البريطاني السير فيها من ناحية السياسة النقدية المتوقع اتباعها الفترة المقبلة للتعامل مع معدلات التضخم والنمو.

ومما لا شك فيه فإن لذلك الأمر تأثير كبير على تعاملات الباوند مقابل الدولار الأمريكي في السوق. لذلك فإن أهمية ذلك التقرير تبدو مرتفعة بصورة كبيرة ويجب على المتعاملين معرفة تأثير هذا التقرير ومتابعته لمعرفة كيفية التصرف بناءا عليه مع الباوند في السوق.

ويتكون ذلك التقرير من خمسة أبواب وهي كالتالي:

الباب الأول: قيمة المال والأصول.

الباب الثاني: معدلات الطلب ويقوم بشرح معدلات التصدير والاستيراد وأداء القطاعات العامة الحكومية والخاصة.

الباب الثالث: الإنتاج والعرض.

الباب الرابع: التكاليف الأسعار.

الباب الخامس: توقعات معدلات التضخم.

ومن أجل رسم توقعات خاصة بهذا التقرير وكيفية تأثيره على السوق كان لزاما علينا أن نراجع التقرير الصادر في مايو 2011 وما جاء فيه وأيضا كيف كان تأثيره على حركة الباوند حينها.

وكان قد صدر التقرير السابق من البنك المركزي البريطاني في 11 مايو 2011 وقد شاهدت فيه الملاحظات التالية:

1- كان يتوقع البنك المركزي البريطاني استمرار معدلات التضخم في الارتفاع إلى أن تصل إلى مستويات قريبة من 5% خلال عام 2011 على أن تستمر في الارتفاع أيضا خلال 2012 ثم تبدأ في الانخفاض خلال 2013 حتى تصل إلى مستويات 2%.

2- استمرار ارتفاع معدلات التضخم في المملكة المتحدة له ثلاثة أسباب مؤقتة (من وجهة نظر البنك المركزي) وهي: الضرائب على القيمة المضافة والتي ارتفعت 20% بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الطاقة وأيضا ارتفاع أسعار الواردات.

3- التوقعات الخاصة بمعدلات النمو في التقرير أشارت إلى أنه من المتوقع أن تستمر معدلات نمو الناتج المحلي الإجمالي بالقرب أو أقل من المعدلات التاريخية التي سجلها الناتج المحلي الإجمالي على مدار السنوات السابقة.

وبناء على الملاحظات السابقة فإن البنك المركزي البريطاني كان قد قرر عدم رفع أسعار الفوائد خلال الاجتماعات السابقة عن 0.5% وذلك لاقتناعه أن معدلات التضخم سوف تعاود الانخفاض على المدى الطويل مرة أخرى.

وفي ضوء الملاحظات السابقة والتقرير السابق كان الباوند قد سجل في يوم 11 مايو 2011 انخفاضا كما هو موضح بالرسم البياني التالي:

وكما نرى في الرسم البياني السابق فإن الباوند كان قد سجل انخفاضا كبيرا بعد ذلك التقرير الذي جاء بهذا الشكل.

وبناءا على كل ما سبق فإنني أتوقع أن تقرير اليوم لن يختلف كثيرا عن تقرير المرة السابقة. فالأحداث والمسببات لم تتغير حتى يقوم البنك المركزي البريطاني بتغيير رؤيته. ولهذا فإنني أتصور أن الباوند قد يشهد انخفاضا خلال تعاملات اليوم مقابل الدولار الأمريكي كما حدث المرة السابقة. ويجب علينا متابعة مستويات 1.6216 والتي في حالة كسرها سوف يسجل الباوند اليوم انخفاضا كبيرا بعد ذلك.