يقول ابن كثير في تفسيره : يخبر تعالى أنه قادر على جعل الناس كلهم أمة واحدة من إيمان أو كفر كما قال تعالى « ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا » وقوله « ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك » أي ولا يزال الخلف بين الناس في أديانهم واعتقادات مللهم ونحلهم ومذاهبهم وآرائهم قال عكرمة مختلفين في الهدى وقال الحسن البصري مختلفين في الرزق سخر بعضهم بعضا والمشهور الصحيح الأول وقوله « إلا من رحم ربك » أي إلا المرحومين من أتباع الرسل الذين تمسكوا بما أمروا به من الدين أخبرتهم به رسل الله إليهم ولم يزل ذلك دأبهم حتى كان النبي وخاتم الرسل والأنبياء فاتبعوه وصدقوه ووازروه ففاز بسعادة الدنيا والآخرة
وها نحن اليوم نعيش في عام 2011 ، وفي عصرٍ ملئ بالمغريات والشهوات وسبل الوصول إليها أسهل مما تتخيل.
فلست بحاجة إلى الخروج للسرقة أو البحث عن فتاة للخروج معها أو تغيير عقائد الناس بالقول المعسول والخطب الرنانة كالسابق. فعن طريق جهاز الحاسوب (كمبيوتر) وبوصلة شبكة على الانترنت بامكانك البحث عن المغريات والأفلام الفاحشة ، والمحادثات الرخيصة مع النساء ، واختراق أجهزة الآخرين ، وسرقة الأموال عن طريق المعاملات الربوية والرهانات المحرمة ومواقع الإعلانات...
وفي المقابل بإمكانك البحث عن منتدى إسلامي يذكر فيه اسم الله وسنة رسوله كما لو كنت في مجلس ذكر حقيقي ، تناقش أمور دينك وتسأل فيُجيبونَكَ ، وتستعلم فَيُعْلِمونَكَ عَمَّا تحتاجُ.
رغم أن هذه الأمور لا تخرج عن طبيعتها ، فصلاة الجمعة وخطبتها دائمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.. إنَّما المقصدُ أنَّ المرء قادرٌ على نشر أفكاره وسمومهِ إن صح التعبير عن طريق الهاتف ، والانترنت ومواقع النشر كما تسمى blog ومواقع المنتديات الكثيرة جدا ، وخلال البريد الإلكتروني e-mail ولدينا حاليا مصادر فساد كثيرة على رأسها
Facebook وهو موقع للتعارف ونشر الصور ومن خلاله بإمكانك كتابة مقالات قصيرة او نشر روابط تخص مواقع معينة ، كذلك التعارف على جميع من لديهم حسابات ، وهذا يعني ان تستطيع جمع العالم أمامك في شاشة الحاسوب.
قد يقول البعض وما الجديد في ذلك وهذا أمر منذ عقدين من الزمان وتقريبا منذ 1997 ، نقول نعم ولكن الأمور في بدايتها تكون بسيطة نسبيا أو غير منتشرة ثم تصبح كالنار في الهشيم ، فسأل اليوم أي شخص عن فيديو قديم أو حديث أو مشاهد من مسلسل قديم أو فيلم لم يتسنى له حضوره ، أو مشاهد حية لعمليات القتل والدمار والحروب والجرائم والمقالب والمفاكه ( السخرية من الناس والمسرحيات ) كل هذا وزيادة تجده في موقع Utube !!
ألا ترى أخي الكريم وأختي المسلمة أن ناشري الفساد أصبحوا كثيرين جدا ، وهُم كما ذكرهم الله عز وجل :
فلماذا لا نقوم نحن بنشر ديننا بطريقة صحيحة وسليمة كما نشر هؤلاء المفسدون مفسادهم وعقيداتهم الباطلة وعن طريق نفس الأدوات والرموز..!!
وأقصد بالعقيدة الباطلة كل ما يخالف شرعنا الحنيف من القرآن والسنة وأقوال الصحابة الكرام ، وعمل التابعين الصالحين . لقَد كفانا الله بكتابه العزيز وبسنة رسوله الكريم وكتب السنن التي جمعها جهابذة العلماء البخاري ومسلم والنسائي وأحمد وأبو داوود والترمذي وابن ماجه وغيرهم ، وما فعله المحققون كالحاكم والألباني رحمهم الله تعالى ورضي عنهم ، وتفسير الفقهاء والعلماء للكتب والسنن والأحكام الفقهية بما تجدونه منشورا في الكتب الخاصة بذلك والحمد لله هي منتشرة ، ولكن هل سـألتم أنفسكم كم عدد من يشترون كتبًا دينية تخص دينهم وأحكام الفقه فيقرؤونها ؟؟؟
هل سبق ودخل أحدكم إلى مكتب عامة ؟؟ ألا ترون كتب الرجيم والرشاقة والتغذية الصحيحة ، وعلوم الفلك والقصص والأساطير الأولية وحِكم الثعالب ومملكة الغاب ، وليلى والذئب .. ثم ماذا ؟؟؟ أين علمك في دينك ؟؟ هل تصدق أخي الكريم وأختي الفاضلة أنَّ بيننا مسلمين بالاسم فقط لا يدرون ما صلاة ولا صيام ، ولئن سألتهم عن ذلك لقالوا ما علَّمنا آباؤنا ولا أهلونا !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سبحان الله أهناك حقًّا مسلمون لا يصلون لله خمس مرات في اليوم والليلة ، ويفوِّتون أجر رمضان العظيم ، ثم لا يتصدقون وإنْ كانوا أغنياء ولا يدرون ما حج ولا عمرة ولا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر؟؟؟
العجّبُ العجابُ أنَّ بعض المسلمين يصلي ويصوم ويتصدق لكنَّهُ غليظ القلب فظ اللسان أو فظ القلب غليظ اللسان ، شديد العقوق لوالديه وشديد العبوس وكثير الكذب ، فإن نصحته وقلت له هذه أمور نهى عنها الإسلام قال تلك شيء وهذه شيء آخر ! بمعنى أنَّ الصلاة حق لله وما دام أنَّه صلَّى فهذه الصلاة ( في ظنَّهِ ) تُكَفِّرُ سيئاتِهُ الأخرى !
لقد غفل هذا وأمثاله عن أحاديث الرسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل الصدق .. :: إنَّ الصدق ليهدي إلى البر وإنَّ البر ليهدي إلى الجنة وما زال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يُكتَبَ عند الله صديقًا ..وإنَّ الكذب ليهدي الفجور وإنَّ الفجور ليهدي إلى النار وما يزال الرجل يكذب ويتحري الكذب حتى يُكْتَبَ عند الله كذابًا ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام.. وفي بر الوالدين جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بصحابتي ..؟ قال : أمك قال ثم من قال : أمك قال ثم من ؟ قال : أمك قال ثم من ؟ قال : أبوك. رواه مسلم
وورد عن بعض الفقهاء نقله لحديث عن صحابي أن هناك ذنوبًا لا تكفرها صلاة ولا صيام ولا صدقة ولكن يكفرها بر الوالدين..
إنَّنا نعيش اليوم في جاهلية حديثة لأن الجاهلية الأولى تُدرك رضى الوالدين وتعظيمهما وتدرك الصدق والامانة لكن أكثرهم كانوا مشركين ، أمَّا اليوم فنحن مسلمون بالاسم إلا من رحم الله ، فأغلبنا يصلي لكن لا نخشع ونفوسنا في الأرزاق لا تقنع ، وبطوننا من الطعام لا تشبع ، والمواعِظُ فينا لاتنفعُ لأنَّنا لم نستمع بقلوبنا ، قال تعالى ::
( إنَّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلبٌ أوْ ألقى السمْعَ وهُوَ شهيدٌ ) سورة ق آية 37
إخواني الكرام إنِّي اليوم أدعوكم لنشر دينكم في البريد الإلكتروني وصفحات الفيس بوك وكلما تعرفونه من أمور يقرؤها الكثيرون حتى وإن غفل أكثر الناسِ ولكنَّ لابُدْ مِن أنَّ بعضهم سينتَفَعُ ، قد تجد الطريق صعبًا موحِشًا لا سند ولا رفيق ولكن استعن بالله فهو الهادي إلى سواء السبيل..
إذا عرفتهم مجموعة من مجموعات البريد الالكتروني group فشاركوا فيها وأرسلوا رسائل تخص العقيدة من أحكام الوضوء والصلاة والصيام وذكر الله ،
تجنَّبوا الأحاديث الضعيفة والمكذوبة وتفاسير المبطلين والضالين والفرق المنحرفة الضالة ، ولا تنشروا كُلَّ ما تقرؤونه بدون تمحيص ودراية ورُوِيَّةٍ وتأكُّدٍ مِنْ صِحَّتِهِ.
اقرؤوا المواضيع الصحيحة من المواقع الإسلامية الموثوقة والشهيرة والتي فيها شيوخ معروفون مُحَدِّثونَ عالمون يخافون اللهَ في أقوالِهم وأفعالهم.
وأخلصوا النيَّةَ لله حتى تأتوا يوم القيامة بحسناتٍ كالجبالِ ، ولا تُراؤوا الناسَ بأعمالِكُمْ فتُصْبِحَ أعمالُكُمْ هباءً مَنثورًا. كما قال الله في أعمال الكافرين::
صدقوني كثيرون لا يعرفون عن الدين شيئاًا بل وُلِدوا مسلمين ثم رأوا آباؤهم على دينٍ فاتبعوه ولو سألتهم عن أسماء الصحابة او زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم وعن غزواته وعن أسماء الله الحسنى وصفاته العلى ما عرفوا ولا تفقَّهوا ولا أتعبوا نفوسَهُم في السؤال عنها..
ماذا سنقول لديَّان السماء والأرض يوم الدين إذا سألنا أعلمتم ؟ قُلنا نعم ، فماذا فعلتم فيما علمتم ؟؟ هنا هل سيكون السكوت والخزي هُوَ سيِّدَ الموقِف ؟؟
ألا ترى أخي الكريم أنَّ الغرب الكافر يدفعُ الغالي والرخيص لنشر دينه الباطِل وفي وسائل ال‘لام كُلِّها منْ جرائِدٍ وأخبارٍ وتلفازٍ وانترنت ؟
هل رأيتم خدمات الهاتف النقال ..... what’s up – sms – mms <<< مَنْ صنَعَهُمْ أعَرَبٌ هُمْ ؟ ألم تأتك رسائل تتحدث عن العقيدة وفيها مشتبهات كثيرة ؟ ألم تُعْرَضْ عليْكَ يوْمًا شُبْهَةٌ في دينك من أعداء الدين فلم تستطيع الرد عليها ولا تفسيرها وربما دعتك إلى ضلالٍ فاتبعتهم لقلة علمك وفقهك في دينك..
ألا ترون أن اليهود يزرعون شجر الغرقد في فلسطين تصديقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :: إنَّ الساعة لا تقوم حتى يقاتل المسلمون اليهود ، فيقتلهم المسلمون حتى يختبأ اليهودي خلف الشجر والحجر فيقول الشجر يا مسلم يا عبد الله خلفي يهودي تعال فاقتله إلا الغرقَدُ فإنَّهُ مِنْ شجرِ اليهود !!
الله أكبر اليهود يعملون بحديث النبي صلى الله عليه وسلم لعلمهم أنَّهُ الحقُّ ولكن المسلمين في غفلة ! فإنا لله وإنا إليه راجعون.
أيها المسلمون..
لماذا لم تنصروا دينكم ، لماذا لم تنشروا الدين كما أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وهو القائل في الحديث: بلغوا عنِّي ولو آية ؟
المقصد يعني بلغوا أي شئ فهمتموه من الدين ومنْ سُنَّتي ، أبلغوا القريب والبعيد ابدؤوا بأنفسكم ثم أهليكم ثم القريب ثم الأقرب ثم الصديق ثم صديق المراسلة ، قريبًا بإذن الله سننشر ديننا كما نشره الأولون على أبواب فرسنا والصين..
لا تقولوا هذا فرض كفاية ، اليوم الامة في ضعف شديد ، إسرائيل تحتل بلاد الشام فلسطين وأجزاء من سوريا وتريد دخول لبنان ولو قَدِرَتْ على الأردن لما انتظرت. المسلمون في شتات عددهُم كثيرٌ ولكن لا إمامَ لهُمْ ، كلُّ رجُلٍ فينا مشغولٌ بنفسه ، متى سأتخرج من الدراسة ، متى يزيد راتبي متى أتزوج ؟؟ هذه مسببات وأمور لابُد منها وستنالها جميعا بإذن الله لكن في البداية إسْعَ لتعزيز دينِّكَ ثُمَّ ستجِدُ اللهَ يَسَّرَ لك الأمورَ كُلَّها.
يا مسلمي العالم.. إنَّ القرآن الكريمَ هُو دستورنا الحق وما سواه باطِلٌ وضلالٌ...
هذا القرآن نزل علينا عِزًّا لنا ولديننا ولغتنا العربية ، لو نزل على الأعجمين من غير العرب ما آمن به العرب لعزة نفوسهم وكبريائهم ، ولو نزل على الأعجمين ما آمنوا به لأنَّهُ غير لغتِهم. ولقد علم بنو إسرائيل أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم حقٌّ مرسلٌ مِنَ الله ولكن حسَدًا لم يؤمنوا به ، فهّلْ أنتُمْ مُؤمنونَ أيَّها المسلمونَ ؟
كتبه العبد الفقير لله محمد جهاد (الموقن بالله) ، يوم الجمعة الموافق 17/6/2011 م
هذا وإن كان صوابا فمن الله وحده ، وإن كان خطئًا فمني ومن الشيطان
والله وحده أعلم وصلى الله وسلم على رسوله الكريم وآله وصحبه أجميعن..
الرئيسية 
الخميس نوفمبر 22, 2018 2:28 pm
موضوع: الجاهلية الحديثة 
السبت يونيو 18, 2011 11:26 am
