نعم قد يكون العنوان غريبا بعض الشيء عند كتابة تعليق على مجريات وتعاملات السوق خلال هذا الأسبوع. فبالفعل هذا هو الفوركس كما تحدثت عنه الكتب والمقالات. ارتفاع في حركة الذبذبة وفرص تداول كثيرة ومجزية في وقت زمني قصير.

وفي الحقيقة فقد شهدنا خلال تعاملات يوم أمس العديد من الأدوات المالية التي تسجل حركة قوية في الأسعار، فعلى سبيل المثال فقد سجل الذهب ارتفاعا إلى مستويات قياسية عند 1771 دولار للأوقية في حين أن سجل مؤشر DowJones هبوطا حادا عند مستويات 10630 نقطة تقريبا. أما عن الدولار الأمريكي فقد كان هو نجم الشباك خلال تعاملات يوم أمس.

حيث سجل الدولار الأمريكي ارتفاعا مقابل كلا من الباوند واليورو مسجلا مستويات 1.6265 و1.4125 على الترتيب.

وبشكل عام فإن ذلك يأتي وكما أشرنا خلال التقرير اليومي الخاص بنا يوم أمس إلى أنه هناك العديد من المتعاملين يتوجون نحو الأصول الآمنة مثل الدولار الأمريكي والسندات والذهب الفرنك السويسري وذلك خوفا من ارتفاع معدلات المخاطرة في السوق بصورة كبيرة.

ولكن من الممكن أن نرى اليوم بعض الهدوء في التعاملات بالنسبة للدولار الأمريكي. حيث من الممكن أن نشهد تراجعا طفيفا كنوع من جني الأرباح بالنسبة للدولار الأمريكي خاصة مقابل الباوند الذي لا يزال محافظا على المدى السعري الذي يتحرك فيه على الرغم من الذبذبة المرتفعة ما بين مستويات المقاومة الفنية 1.6470 ومستويات الدعم الفني 1.6240.

وفي الحقيقة فإنه يجب علينا ملاحظة بعض الشواهد التي بدأت في الظهور بشكل ملفت في الوقت الحالي في جميع أنحاء العالم تقريبا. حيث بعد أن رأينا الثورات العربية تجتاح منطقة الشرق الأوسط محاولة تحرير أرضها من المساوئ الاقتصادية والسياسية للأنظمة التي كانت تحكمها، فإننا بدأنا نرى أحادثا مشابهة في إسرائيل على سبيل المثال وأيضا أحداث عنف في لندن وذلك بعد فترة قليلة من أحداث أوسلو، هذا بجانب المشاكل التركية الداخلية ما بين أوردغان والجيش. بجانب بعض الاحتجاجات المتفرقة في مناطق مختلفة من أنحاء أوروبا وأيضا الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي الحقيقة فإنه على الرغم من اختلاف أسباب كل تلك الأحداث في تلك المناطق إلا أنه يجب علينا أن ننتبه إلى أن حالات التمرد بشكل عام من الممكن أن تكون بمثابة عدوى تنتقل من المناطق لأخرى. خاصة مع نجاح بعض المناطق في الحصول على ما تريد مثل مصر على سبيل المثال فإن ذلك قد يشجع شعوبا أخرى تطالب بالعدالة والمساواة.

وفي الحقيقة فإن ذلك الأمر له بعد اقتصادي أيضا. فنسبة الاحتجاجات بدأت في الازدياد بشكل عام في الآونة الأخيرة متزامنة مع الأزمات الاقتصادية التي ظهرت في العديد من الدول. ولأنه هناك العديد من الدول بدأت في تبني سياسات تقشفية لتخفيض نسبة النفقات وزيادة الضرائب فإنه من الممكن أن نقول أنه هناك علاقة ما مابين تلك الاحتجاجات وحالة الركود الاقتصادي التي يتعرض له الاقتصاد العالمي. وبناءا عليه فإنه طالما أن الأزمات الاقتصادية لم تحل بعد. فإننا لا نستبعد أن نرى يوما ما تظاهرات حاشدة في الولايات المتحدة الأمريكية اعتراضا على السياسات التقشفية المتوقع اتباعها خلال السنوات القادمة.

ومن هذا المنطلق فإننا نستطيع الحصول على جزء من حل لغز استمرار ارتفاع الذهب والدولار الأمريكي وأيضا أسعار السندات الأمريكية والتي تشترك كلها في أنها ملاذا آمنا للمتعاملين في وقت الأزمات الاقتصادية أو السياسية.

ولكن بعد أن انتهى يوم أمس فإن سوق الفوركس والعملات في انتظار اليوم يوما مليئا بالأخبار الاقتصادية المؤثرة والهامة سواء من الولايات المتحدة الأمريكية أو من المملكة المتحدة. حيث من المنتظر اليوم من المملكة المتحدة وفي تمام الساعة 8:30 بتوقيت جرينتش صدور بيانات حول الميزان التجاري البريطاني والذي من المتوقع أن يسجل ارتفاعا في مستوى العجز التجاري نظرا لحالة الركود الاقتصادي التي يعاني منها الاقتصاد العالمي بشكل عام.

أيضا من المنتظر في نفس التوقيت صدور بيانات حول معدلات الإنتاج الصناعي البريطاني والذي من المتوقع أن يسجل ارتفاعا ولكن بصورة متباطئة عند 0.4% مقارنة بالقراءة السابقة عند 0.9%.

أما في الجانب الأخر من العالم فمن المنتظر صدور من الولايات المتحدة الأمريكية قرار البنك الفيدرالي بشأن أسعار الفوائد والتي من المتوقع أن يقوم البنك الفيدرالي بتثبيتها عند نفس المستويات 0.25%، وسوف يكون لنا تقريرا خاصة عن هذا الموضوع لاحقا إن شاء الله.

بشكل عام تميل كفة التعاملات اليوم فقط ضد الدولار الأمريكي على أن يواصل ارتفاعه مرة أخرى خلال نهاية الأسبوع الحالي.

مقدم برعاية شركة

HDFX market

لادارة الحسابات والتوصيات

www.hdfxmarket.com